فجاء بعض الْمُسْلِمِينَ وأخذ نفس الفكرة، وأخذ نفس الرأي فتراه يتحدث عن الفراعنة ولا يذكر موسى عَلَيْهِ السَّلام ولا ما حصل له، ويتحدث عن الأشوريين والكلدانيين، ولا يتحدثون عن رسالة إبراهيم عَلَيْهِ السَّلام ولا عن موقفه منهم، وهكذا. فكأن الأَنْبِيَاء ليسوا موجودين من التاريخ، لماذا؟
لأن كتب التاريخ التي كتبها المُشْرِكُونَ والكفار من الأمم الماضية لم يذكروا فيها الأنبياء، وعليه فهم لا يذكرونها، بينما ذكرها الله عَزَّ وَجَلَّ في كتابه.
الشاهد مما سبق: أن خبر إغراق فرعون معلوم لدى الناس، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد ترك من آثار الفراعنة شواهد دالة عَلَى أنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد عذبهم وأهلكهم، وكذلك كثير من الأنبياء.
كما نشاهد في
مدائن صالح عَلَيْهِ السَّلام، فقد ترك الله عز وجل هذه الآيات الواضحة ليرى النَّاس أن نبياً قد بعث، وأن قومه قد كَفَرُوا به، فأهلكهم الله عز وجل، وهذه جبالهم التي كانوا ينحتونها ويتخذون منها القصور والبيوت لا تزال شاهدة
((فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) [النمل:52].